||◄ مسلسل «السراب» يلقي الضوء على التفاصيل السلبية لمجتمعنا ►||

مسلسل «السراب» يلقي الضوء على التفاصيل السلبية لمجتمعنا

أقامت شركة الجابري للإنتاج والتوزيع الفني حفلاً منذ أيام لانتهائها من تصوير مشاهد مسلسل السراب ويجري المخرج مروان بركات خلال الأيام القادمة أعمال المونتاج ليكون العمل بعدها جاهزاً للعرض في شهر رمضان المقبل.

والعمل قصة وسيناريو وحوار الكاتبين حسن سامي يوسف ونجيب نصير وهو التعاون التاسع بينهما ويشارك فيه نخبة من نجوم الدراما السورية ومنهم بسام كوسا وسلافة معمار ونسرين طافش، قيس الشيخ نجيب، سوسن أرشيد وعلي سكر وغيرهم.
ويشكل المسلسل الذي أنتجته شركة الجابري إضافة قوية للرصيد الذي أوجدته الدراما السورية خلال السنوات الماضية لملامسة حياة الناس وهموم وقضايا المجتمع بأسلوب بسيط ومعبر يحاكي في الكثير من تفاصيله شخصيات نعرفها ونشترك معها بالعديد من صفاتها وأحلامها وبحثها المستمر عن مستقبل أفضل.
وبعدما كان الاسم الأول للمسلسل «إنفلونزا الطيور» تم تغييره إلى «السراب» ليعبر بصورة أوضح عما يدور في المجتمع تبدو فيه الفوضى حالة اجتماعية أو موروثاً شعبياً ينجر خلاله جيل بعد جيل في دوامة من الأوهام تبقى على سجلات الأيام دون أن ترى النور في نهاية النفق المظلم.
وعلى هامش الحفل التقت «الوطن» المدير العام لشركة الجابري للإنتاج والتوزيع الفني رانية الجابري التي أكدت أن اختيار الشركة لهذا العمل ينبع بصورة رئيسية من قربه من الناس وملامسته لحياتهم ومشاكلهم التي تعكس بصورة أو بأخرى مشاكل مجتمع بأسره وأضافت الجابري: إن العمل مساهمة بسيطة لإلقاء الضوء على تفاصيل صغيرة تحولت إلى كبائر مخيفة في مجتمع ضاعت فيه رغبة الانجاز والقدرة على الإبداع والبحث والمعرفة.
وتبين رانية أن اختيار شركة الجابري لمسلسل السراب من بين مجموعة من الأعمال التي كانت قيد الدراسة لأسباب عدة أولها بساطة الطرح وجديته في الوقت نفسه وقدرة كاتبيه حسن يوسف ونجيب نصير على إيصال الفكرة بشكل مبسط بعيداً عن التعقيد والتطويل ولا ننسى الحالة الإبداعية المميزة للمخرج مروان بركات الذي سبق للشركة أن تعاونت معه.
من جهته أكد الكاتب نجيب نصير أن العمل عبارة عن نظرة أقرب للمجتمع السوري يرسم حكايات بسيطة وطريقة حياة تحولنا جميعاً لضائعين تمر الأيام والسنين من عمرنا دون أي انجاز أو ارتقاء.
وأضاف نصير: إن العمل يرصيد شرائح مختلفة من المجتمع سواء ممن يملك المال والنفوذ أم من أسر البيوت الدمشقية وصولاً إلى شريحة العشوائيات لافتاً إلى أن حلقات المسلسل تكشف في النهاية عن قاسم مشترك يجمعها كلها.
وأكد الفنان السوري بسام كوسا: أن المهم الآن هو إيصال البلد لبر الأمان والتربة خصبة اليوم لتوزيع شهادات حسن سلوك ونحتاج إلى التعامل بحكمة لما تمر به بلادنا اليوم فالمهم جداً هو إيصال بلدنا إلى شاطئ الأمان والمحافظة على حياتنا جميعاً، ويضيف كوسا: إنه يبحث عن العمل والدور الذي يقدم له قيمة جمالية ومعنوية وأتمنى من مهنة التمثيل ألا تقبل الأغبياء ولا الأميين رغم أنها تقبلهم والهدف الأساسي من الدراما هو عكس أسئلة المجتمع على الشاشة وتقوم بطرح أسئلة جديدة بالمعنى الثقافي والاجتماعي وموضوع الجرأة هو نوع من المغامرة الإبداعية على أن تكون عقلانية ومحسوبة.
ويؤكد كوسا أن الحضارة لا تتجزأ وعند عدم وجود الحضارة فإن نسق التطوير لن يسير ومن أهم أدوار الدراما هو التطوير وأن تقوم قدر المستطاع بتقديم هموم المواطن وتقدم له الحلول ونحن علينا كفنانين أن نقدم أهم وأجمل ما نملك دائماً فالفن ليس حبة إسبرين، الفن يقوم باعادة الصياغة الذهنية والرؤية للقضايا.
أما الفنانة السورية سلافة معمار فتؤكد أن الشيء المهم باختيار الدور هو ماذا سيحقق لي من متعة وأنا أتخوف من أي دور أقوم بتقديمه لأنه سيكون مغامرة صعبة وإن شاء الله فستكون النتائج جيدة وأعتبر الجوائز تحصيل حاصل ولا أهتم أو أفكر بموضوع الجائزة.
وتقول الفنانة نسرين طافش: دوري في مسلسل السراب شخصية رنا وهي بنت رجل أعمال ثري ويملك شخصية قوية ومتحررة فيؤدي ذلك إلى اصابتها بحالة صدمة مع المجتمع الذي تعيش فيه وتضيف طافش: إنها أحبت الشخصية وأحبت الدور لأنه واقعي ويلامس حياة الكثير من فتيات مجتمعنا السوري.
الجدير ذكره أن مسلسل السراب يروي حكايات بسيطة تسلط من خلالها الأضواء على حياة شخصيات تضيع في فوضى المجتمع رغم سعيها الدؤوب لرؤية مستقبل تجد لها فيه مكاناً أفضل قبل أن تضيع الأيام والساعات دون هدف أو مغزى حيث تدور أحداث العمل حول شخصية أبو الخير التي يجسدها الفنان بسام كوسا ومعاناته في البحث عن مستقبل لأسرته المشتتة وعمله الذي أودى بحياته إلى منحى لم يتوقعه يوماً رغم الكثير من السيناريوهات التي رسمها في مخيلته.
وتلعب الفنانة سلافة معمار دور «صبحة» وهي الفتاة التي عرفها أبو الخير في مسلخ الدجاج حيث يعمل وارتبط مصيرها بمصيره في تراجيديا اجتماعية ثائرة.